الخميس، 3 مارس 2016

تينهينان الام الروحية لقبائل صنهاجة اللثامية الايموهاك التوارق الازواد

 الملكة تينهينان 

هي الأم  الروحية لقبائل صنهاجة اللثامية في الصحراء الكبرى

وتينهينان لفظ امازيغي تاركي مركب من تين هينان ويعني

 بالعربية ناصبة الخيم   أو المراءة الكثيرة السفر والترحال والتي

 كانت في  منطقة تافيلالت الواقعة في الجنوب الشرقي للمغرب

الاقصى و بعد تعرضها لمضايقات السلالة الحاكمة هناك انطلقت 

 الى الصحراء الجزائرية  ممتطية راحلة ناقتها البيضاء وبرفقة

أختها  تاكامات  وعدد من جندها متجهة الى ضواحي تمنراست

حيث اليوم يتداول اسمها بكثرة عند أصحاب اللثام الازرق التوارك






 وهي تعتبر بالنسبة لهم أمهم الاولى التي استقرت بمنطقة الاهقار

الجبلية رفقة قافلتها الصغيرة . وذلك بعد أن طال بها السفر ونفذ

 زادها وكاد افرادها ان يهلكوا من الجوع وتفطنت أختها تاكامات 

لقوافل النمل على طريقها وهي تحمل حبات القمح والشعيرفأمرت 

تينهينان بمواصلة الطريق في الاتجاه المعاكس لمنحى سير قوافل

 النمل  الى ان وصلت الى الاهقار اين وجدت الأمن والماء وكل

   مقومات  الحياة   فشيدت  صرح  مملكتها  وعملت على

 تخزين الخيرات لوقت الشدة  والاستعداد الدائم لقهر الغزات

 القادمين من الشرق , كما كانت أسراب الغزلان وقطعان النوق

 تأمن وتطمئن لوجود هذه الملكة المتفردة .





وتعود الاسطورة في  لبس  التوارق للثام الى أن أهقار ابن الملكة
  
تينهينان والذي سميت جبال الاهقار باسمه  عندما فر بجيشه من 

أرض المعركة  لما خرج غازيا وفي طريقه الى العودة تنبه الى أن

 ماقام به لايليق  بمقام  قائد  جيش  وابن  ملكة  ذلك  ماجعله  يبقى

 مرابطا بجيشه على مشارف الديار لمدة شهر كامل ولا يستطيع 

الدخول  مخافة  ملامة  النسوة له  ولما نفذ ماكان معهم من زاد

 وجدوا  انفسهم مجبرين على دخول الديار فما كان على اهقار

سوى أن يغطي وجهه الذي يحمل ملامح العار وكذلك فعل بقية 

جنده وبقواعلى تلك الحال طيلة حياتهم وكذلك فعل من جاء بعدهم 

الى ان اصبح أمر تقليدي مفروض على التوارك الى يومنا هذا .







و كانت تينهينان  صاحبت حكمة ودهاء ونصبت ملكة بسبب 

امكانياتها وقدراتها الخارقة للعادة وقتها  حكمت في القرن الخامس

 الميلادي  عدد كثير من القبائل التي تنحدر منها اليوم جميع قبائل 

التوارق الحالية في بلدان الصحراء الكبرى الافريقية والتي تتوزع 

 حاليا بين دولالجزائر وليبيا والنيجر ومالي وتشاد وبوركينافاسو







وعرف أن الملكة تينهينان كانت عرجاء بعد  دراسة علمية حديثة 

على الهيكل العضمي خاصتها  والذي عثرت عليه عام 1925م 

بعثة حفريات فرنسية أمريكية مشتركة قرب بلدية أبلسة بولاية 

تمنراست  والموجود حاليا بمتحف باردو بالجزائر العاصمة .





كما يوجد ضواحي بلدية أبلسة حاليا  ضريح تينهينان والمعروف
  
 باسم اباليسيا نحتت حوله 13 معلم جنائزي وهومبني من حجارة 

ذات شكل بيضوي ويبلغ سمك السور المحاط به 1.4م وينقسم

الضريح الى 11 غرفة غيرمنتظمة باستثناء الغرفة التي تحتوي 

قبر تينهينان  .




  

أما الأواني والمجوهرات الثمينة والتي عثر عليها بحانب الهيكل

 العضمي فهي متواجدة حاليا في متحف كاليفورنيا  وكانت مبادرة

 جد ايجابية من طرف وزارة الثقافة في التسعينيات لاسترجاعها 

ومازالت السلطات المحلية تقيم سنويا مهرجانا دوليا باسم تينهينان

للتعريف  بالسياحة التاريخية لمنطقة الاهقار في انتظار استرجاع 

المعالم الاثرية المسلوبة من تراثنا العريق لتوضع في متحف

 كاليفورنيا   بالولايات المتحدة الامريكية .